در این نوشته حدیث شریفی که میتواند برای محبین اهل بیت علیهم السلام بسیار مفید و ره گشا باشد به همراه شرح صوتی آن که توسط مرحوم آیتالله مصباح یزدی ببان شده است در اختیار علیدوستان قرار میگیرد.
متن حدیث
أَبُو حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ عَنْ أَبِی الْأَسْوَدِ قَالَ:
قَدِمْتُ الرَّبَذَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی ذَرٍّ جُنْدَبِ بْنِ جُنَادَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَنِی أَبُو ذَرٍّ قَالَ، دَخَلْتُ ذَاتَ یَوْمٍ فِی صَدْرِ نَهَارِهِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص فِی مَسْجِدِهِ، فَلَمْ أَرَ فِی الْمَسْجِدِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ، وَ عَلِیٌّ إِلَی جَانِبِهِ جَالِسٌ، فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَةَ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَوْصِنِی بِوَصِیَّةٍ یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهَا، فَقَالَ نَعَمْ وَ أَکْرِمْ بِکَ. یَا اباذر! إِنَّکَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ، وَ إِنِّی مُوصِیکَ بِوَصِیَّةٍ فَاحْفَظْهَا، فَإِنَّهَا جَامِعَةٌ لِطُرُقِ الْخَیْرِ وَ سُبُلِهِ، فَإِنَّکَ إِنْ حَفِظْتَهَا کَانَ لَکَ بِهَا کِفْلَانِ.
یَا اباذر! اعْبُدِ اللَّهَ کَأَنَّکَ تَرَاهُ، فَإِنْ کُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ یَرَاکَ، وَ اعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ عِبَادَةِ اللَّهِ الْمَعْرِفَةُ بِهِ، فَهُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ کُلِّ شَیْ ءٍ فَلَا شَیْ ءَ قَبْلَهُ، وَ الْفَرْدُ فَلَا ثَانِیَ لَهُ وَ الْبَاقِی لَا إِلَی غَایَةٍ، فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا مِنْ شَیْ ءٍ، وَ هُوَ اللَّهُ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ، ثُمَّ الْإِیمَانُ بِی، وَ الْإِقْرَارُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَرْسَلَنِی إِلَی کَافَّةِ النَّاسِ، بَشِیراً وَ نَذِیراً وَ داعِیاً إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً، ثُمَّ حُبُّ أَهْلِ بَیْتِیَ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً،
وَ اعْلَمْ یَا اباذر! أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَهْلَ بَیْتِی فِی أُمَّتِی کَسَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَکِبَهَا نَجَا وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا غَرِقَ، وَ مِثْلِ بَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ مَنْ دَخَلَهُ کَانَ آمِناً،
یَا اباذر! احْفَظْ مَا أُوصِیکَ بِهِ تَکُنْ سَعِیداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ
یَا اباذر! نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِیهِمَا کَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ،
یَا اباذر! اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ، شَبَابَکَ قَبْلَ هَرَمِکَ وَ صِحَّتَکَ قَبْلَ سُقْمِکَ وَ غِنَاکَ قَبْلَ فَقْرِکَ وَ فَرَاغَکَ قَبْلَ شُغُلِکَ وَ حَیَاتَکَ قَبْلَ مَوْتِکَ،
یَا اباذر! إِیَّاکَ وَ التَّسْوِیفَ بِأَمَلِکَ فَإِنَّکَ بِیَوْمِکَ وَ لَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ، فَإِنْ یَکُنْ غَدٌ لَکَ فَکُنْ فِی الْغَدِ کَمَا کُنْتَ فِی الْیَوْمِ، وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ غَدٌ لَکَ لَمْ تَنْدَمْ عَلَی مَا فَرَّطْتَ فِی الْیَوْمِ،
یَا اباذر! کَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ یَوْماً لَا یَسْتَکْمِلُهُ وَ مُنْتَظِرٍ غَداً لَا یَبْلُغُهُ
یَا اباذر! لَوْ نَظَرْتَ إِلَی الْأَجَلِ وَ مَصِیرِهِ، لَأَبْغَضْتَ الْأَمَلَ وَ غُرُورَهُ،
یَا اباذر! کُنْ کَأَنَّکَ فِی الدُّنْیَا غَرِیبٌ أَوْ کَعَابِرِ سَبِیلٍ، وَ عُدَّ نَفْسَکَ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ،
یَا اباذر! إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَکَ بِالْمَسَاءِ، وَ إِذَا أَمْسَیْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَکَ بِالصَّبَاحِ، وَ خُذْ مِنْ صِحَّتِکَ قَبْلَ سُقْمِکَ وَ حَیَاتِکَ قَبْلَ مَوْتِکَ، فَإِنَّکَ لَا تَدْرِی مَا اسْمُکَ غَداً،
یَا اباذر! إِیَّاکَ أَنْ تُدْرِکَکَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الْعَثْرَةِ، فَلَا تُقَالَ الْعَثْرَةُ وَ لَا تُمَکَّنَ مِنَ الرَّجْعَةِ، وَ لَا یَحْمَدَکَ مَنْ خَلَّفْتَ بِمَا تَرَکْتَ، وَ لَا یَعْذِرَکَ مَنْ تَقْدَمُ عَلَیْهِ بِمَا اشْتَغَلْتَ بِهِ،
یَا اباذر! کُنْ عَلَی عُمُرِکَ أَشَحَّ مِنْکَ عَلَی دِرْهَمِکَ وَ دِینَارِکَ
یَا اباذر! هَلْ یَنْتَظِرُ أَحَدٌ إِلَّا غِنًی مُطْغِیاً، أَوْ فَقْراً مُنْسِیاً أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً أَوْ هَرَماً مُفْنِداً أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً، أَوِ الدَّجَّالَ فَإِنَّهُ شَرُّ غَائِبٍ یُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَ السَّاعَةُ أَدْهی وَ أَمَرُّ،
یَا اباذر! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَالِمٌ لَا یُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ وَ مَنْ طَلَبَ عِلْماً لِیَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ، لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ
یَا اباذر! مَنِ ابْتَغَی الْعِلْمَ لِیَخْدَعَ بِهِ النَّاسَ، لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ
یَا اباذر! إِذَا سُئِلْتَ عَنْ عِلْمٍ لَا تَعْلَمُهُ، فَقُلْ لَا أَعْلَمُهُ تَنْجُ مِنْ تَبِعَتِهِ، وَ لَا تُفْتِ بِمَا لَا عِلْمَ لَکَ بِهِ، تَنْجُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا اباذر! یَطَّلِعُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَی قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَیَقُولُونَ مَا أَدْخَلَکُمُ النَّارَ، وَ قَدْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ لِفَضْلِ تَأْدِیبِکُمْ وَ تَعْلِیمِکُمْ، فَیَقُولُونَ إِنَّا کُنَّا نَأْمُرُ بِالْخَیْرِ وَ لَا نَفْعَلُهُ
یَا اباذر! إِنَّ حُقُوقَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ، وَ إِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَکْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصِیَهَا الْعِبَادُ، وَ لَکِنْ أَمْسُوا وَ أَصْبِحُوا تَائِبِینَ،
یَا اباذر! إِنَّکُمْ فِی مَمَرِّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ، فِی آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ یَأْتِی بَغْتَةً، وَ مَنْ یَزْرَعْ خَیْراً یُوشِکْ أَنْ یَحْصُدَ خَیْراً، وَ مَنْ یَزْرَعْ شَرّاً یُوشِکْ أَنْ یَحْصُدَ نَدَامَةً، وَ لِکُلِّ زَارِعٍ مِثْلُ مَا زَرَعَ،
یَا اباذر! لَا یُسْبَقُ بَطِی ءٌ بِحَظِّهِ، وَ لَا یُدْرِکُ حَرِیصٌ مَا لَمْ یُقَدَّرْ لَهُ، وَ مَنْ أُعْطِیَ خَیْراً فَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَاهُ، وَ مَنْ وُقِیَ شَرّاً فَإِنَّ اللَّهَ وَقَاهُ،
یَا اباذر! الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِیَادَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَرَی ذَنْبَهُ کَأَنَّهُ تَحْتَ صَخْرَةٍ یَخَافُ أَنْ تَقَعَ عَلَیْهِ، وَ إِنَّ الْکَافِرَ لَیَرَی ذَنْبَهُ کَأَنَّهُ ذُبَابٌ مَرَّ عَلَی أَنْفِهِ،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً، جَعَلَ ذُنُوبَهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُمَثَّلَةً وَ الْإِثْمَ عَلَیْهِ ثَقِیلًا وَبِیلًا، وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً أَنْسَاهُ ذُنُوبَهُ،
یَا اباذر! لَا تَنْظُرْ إِلَی صِغَرِ الْخَطِیئَةِ، وَ لَکِنِ انْظُرْ إِلَی مَنْ عَصَیْتَ
یَا اباذر! إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ ارْتِکَاضاً مِنَ الْخَطِیئَةِ مِنَ الْعُصْفُورِ، حِینَ یُقْذَفُ بِهِ فِی شَرِکِهِ،
یَا اباذر! مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَذَاکَ الَّذِی أَصَابَ حَظَّهُ، وَ مَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَإِنَّمَا یُوَبِّخُ نَفْسَهُ
یَا اباذر! إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحْرَمُ رِزْقَهُ بِالذَّنْبِ یُصِیبُهُ
یَا اباذر! دَعْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِی شَیْ ءٍ وَ لَا تَنْطِقْ فِیمَا لَا یَعْنِیکَ، وَ اخْزُنْ لِسَانَکَ کَمَا تَخْزُنُ وَرِقَکَ،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَیُدْخِلُ قَوْماً الْجَنَّةَ فَیُعْطِیهِمْ حَتَّی یَمَلُّوا، وَ فَوْقَهُمْ قَوْمٌ فِی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَیْهِمْ عَرَفُوهُمْ، فَیَقُولُونَ رَبَّنَا إِخْوَانُنَا کُنَّا مَعَهُمْ فِی الدُّنْیَا، فَبِمَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَیْنَا، فَیُقَالُ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ، إِنَّهُمْ کَانُوا یَجُوعُونَ حِینَ تَشْبَعُونَ، وَ یَظْمَئُونَ حِینَ تَرْوَوْنَ وَ یَقُومُونَ حِینَ تَنَامُونَ، وَ یَشْخَصُونَ حِینَ تَحْفَظُونَ،
یَا اباذر! جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُرَّةَ عَیْنِی فِی الصَّلَاةِ، وَ حَبَّبَ إِلَیَّ الصَّلَاةَ، کَمَا حَبَّبَ إِلَی الْجَائِعِ الطَّعَامَ وَ إِلَی الظَّمْآنِ الْمَاءَ، وَ إِنَّ الْجَائِعَ إِذَا أَکَلَ شَبِعَ وَ إِنَ الظَّمْآنَ إِذَا شَرِبَ رَوِیَ، وَ أَنَا لَا أَشْبَعُ مِنَ الصَّلَاةِ،
یَا اباذر! أَیُّمَا رَجُلٍ تَطَوَّعَ فِی یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ، اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَکْعَةً سِوَی الْمَکْتُوبَةِ، کَانَ لَهُ حَقّاً وَاجِباً بَیْتٌ فِی الْجَنَّةِ،
یَا اباذر! مَا دُمْتَ فِی الصَّلَاةِ فَإِنَّکَ تَقْرَعُ بَابَ الْمَلِکِ الْجَبَّارِ، وَ مَنْ یُکْثِرْ قَرْعَ بَابِ الْمَلِکِ یُفْتَحْ لَهُ:
یَا اباذر! مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقُومُ مُصَلِّیاً، إِلَّا تَنَاثَرَ عَلَیْهِ الْبِرُّ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَرْشِ وَ وُکِّلَ بِهِ مَلَکٌ یُنَادِی یَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ تَعْلَمُ مَا لَکَ فِی الصَّلَاةِ وَ مَنْ تُنَاجِی مَا انْفَتَلْتَ
یَا اباذر! طُوبَی لِأَصْحَابِ الْأَلْوِیَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَحْمِلُونَهَا فَیَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَی الْجَنَّةِ، أَلَا وَ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَی الْمَسَاجِدِ بِالْأَسْحَارِ وَ غَیْرِ الْأَسْحَارِ،
یَا اباذر! الصَّلَاةُ عِمَادُ الدِّینِ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ، وَ الصَّدَقَةُ تَمْحُو الْخَطِیئَةَ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ، وَ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ، وَ الْجِهَادُ نَبَاهَةٌ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ،
یَا اباذر! الدَّرَجَةُ فِی الْجَنَّةِ کَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیَرْفَعُ بَصَرَهُ فَیَلْمَعُ لَهُ نُورٌ یَکَادُ، یَخْطَفُ بَصَرَهُ، فَیَفْزَعُ لِذَلِکَ فَیَقُولُ مَا هَذَا، فَیُقَالُ هَذَا نُورُ أَخِیکَ، فَیَقُولُ أَخِی فُلَانٌ کُنَّا نَعْمَلُ جَمِیعاً فِی الدُّنْیَا، وَ قَدْ فُضِّلَ عَلَیَّ هَکَذَا، فَیُقَالُ لَهُ إِنَّهُ کَانَ أَفْضَلَ مِنْکَ عَمَلًا، ثُمَّ یُجْعَلُ فِی قَلْبِهِ الرِّضَا حَتَّی یَرْضَی،
یَا اباذر! الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْکَافِرِ، وَ مَا أَصْبَحَ فِیهَا مُؤْمِنٌ إِلَّا حَزِیناً فَکَیْفَ لَا یَحْزَنُ الْمُؤْمِنُ وَ قَدْ أَوْعَدَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، أَنَّهُ وَارِدُ جَهَنَّمَ وَ لَمْ یُعِدْهُ أَنَّهُ صَادِرٌ عَنْهَا، وَ لَیَلْقَیَنَّ أَمْرَاضاً وَ مُصِیبَاتٍ وَ أُمُوراً تَغِیظُهُ، وَ لَیُظْلَمَنَّ فَلَا یُنْتَصَرُ، یَبْتَغِی ثَوَاباً مِنَ اللَّهِ تَعَالَی، فَمَا یَزَالُ فِیهَا حَزِیناً حَتَّی یُفَارِقَهَا، فَإِذَا فَارَقَهَا أَفْضَی إِلَی الرَّاحَةِ وَ الْکَرَامَةِ
یَا اباذر! مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مِثْلِ طُولِ الْحُزْنِ
یَا اباذر! مَنْ أُوتِیَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا یُبْکِیهِ، لَحَقِیقٌ أَنْ یَکُونَ قَدْ أُوتِیَ عِلْمَ مَا لَا یَنْفَعُهُ، لِأَنَّ اللَّهَ نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ، إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا یُتْلی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً، وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْکُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً،
یَا اباذر! مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ یَبْکِیَ فَلْیَبْکِ، وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَلْیُشْعِرْ قَلْبَهُ الْحُزْنَ وَ لْیَتَبَاکَ، إِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِیَ بَعِیدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَکِنْ لَا تَشْعُرُونَ،
یَا اباذر! یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَا أَجْمَعُ عَلَی عَبْدٍ خَوْفَیْنِ، وَ لَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَیْنِ فَإِذَا أَمِنَنِی فِی الدُّنْیَا أَخَفْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِذَا خَافَنِی فِی الدُّنْیَا آمَنْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا اباذر! إِنَّ الْعَبْدَ لَیُعْرَضُ عَلَیْهِ ذُنُوبُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ أَمَا إِنِّی کُنْتُ مُشْفِقاً فَیُغْفَرُ لَهُ،
یَا اباذر! إِنَّ الرَّجُلَ لَیَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَیَتَّکِلُ عَلَیْهَا، وَ یَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَیْهِ غَضْبَانُ، وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَعْمَلُ السَّیِّئَةَ فَیَفْرَقُ مِنْهَا، فَیَأْتِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آمِناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا اباذر! إِنَّ الْعَبْدَ لَیُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ وَ کَیْفَ ذَلِکَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ یَکُونُ ذَلِکَ الذَّنْبُ نُصْبَ عَیْنَیْهِ تَائِباً مِنْهُ، فَارّاً إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ
یَا اباذر! الْکَیِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَ عَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَ الْعَاجِزُ مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ وَ هَوَاهَا وَ تَمَنَّی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَمَانِیَّ،
یَا اباذر! إِنَّ أَوَّلَ شَیْ ءٍ یُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَمَانَةُ وَ الْخُشُوعُ، حَتَّی لَا تَکَادَ تَرَی خَاشِعاً،
یَا اباذر! وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ، لَوْ أَنَّ الدُّنْیَا کَانَتْ تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ أَوْ ذُبَابٍ، مَا سَقَی الْکَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ،
یَا اباذر! الدُّنْیَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِیهَا إِلَّا مَنِ ابْتَغَی بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَبْغَضَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الدُّنْیَا، خَلَقَهَا ثُمَّ عَرَضَهَا، فَلَمْ یَنْظُرْ إِلَیْهَا وَ لَا یَنْظُرُ إِلَیْهَا حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ، وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْإِیمَانِ بِهِ، وَ تَرْکِ مَا أَمَرَ بِتَرْکِهِ،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی أَخِی عِیسَی ع، یَا عِیسَی لَا تُحِبَّ الدُّنْیَا فَإِنِّی لَسْتُ أُحِبُّهَا، وَ أَحِبَّ الْآخِرَةَ فَإِنَّمَا هِیَ دَارُ الْمَعَادِ،
یَا اباذر! إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی بِخَزَائِنِ الدُّنْیَا عَلَی بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ خَزَائِنُ الدُّنْیَا وَ لَا یَنْقُصُکَ مِنْ حَظِّکَ عِنْدَ رَبِّکَ، فَقُلْتُ یَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا، إِذَا شَبِعْتُ شَکَرْتُ رَبِّی وَ إِذَا جُعْتُ سَأَلْتُهُ،
یَا اباذر! إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَیْراً فَقَّهَهُ فِی الدِّینِ، وَ زَهَّدَهُ فِی الدُّنْیَا وَ بَصَّرَهُ بِعُیُوبِ نَفْسِهِ
یَا اباذر! مَا زَهِدَ عَبْدٌ فِی الدُّنْیَا إِلَّا أَنْبَتَ اللَّهُ الْحِکْمَةَ فِی قَلْبِهِ، وَ أَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَ یُبَصِّرُهُ عُیُوبَ الدُّنْیَا وَ دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا، وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِماً إِلَی دَارِ السَّلَامِ،
یَا اباذر! إِذَا رَأَیْتَ أَخَاکَ قَدْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا فَاسْتَمِعْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ یُلْقِی الْحِکْمَةَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ، قَالَ مَنْ لَمْ یَنْسَ الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَی وَ تَرَکَ فَضْلَ زِینَةِ الدُّنْیَا، وَ آثَرَ مَا یَبْقَی عَلَی مَا یَفْنَی، وَ لَمْ یَعُدَّ غَداً مِنْ أَیَّامِهِ وَ عَدَّ نَفْسَهُ فِی الْمَوْتَی،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمْ یُوحِ إِلَیَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ، وَ لَکِنْ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ کُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ، وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّی یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ،
یَا اباذر! إِنِّی أَلْبَسُ الْغَلِیظَ وَ أَجْلِسُ عَلَی الْأَرْضِ، وَ أَلْعَقُ أَصَابِعِی وَ أَرْکَبُ الْحِمَارَ بِغَیْرِ سَرْجٍ وَ أُرْدِفُ خَلْفِی، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِی فَلَیْسَ مِنِّی
یَا اباذر! حُبُّ الْمَالِ وَ الشَّرَفِ أَذْهَبُ لِدِینِ الرَّجُلِ، مِنْ ذِئْبَیْنِ ضَارِیَیْنِ فِی زِرْبِ الْغَنَمِ، فَأَغَارَا فِیهَا حَتَّی أَصْبَحَا فَمَا ذَا أَبْقَیَا مِنْهَا،
قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ، الْخَائِفُونَ الْخَائِضُونَ الْمُتَوَاضِعُونَ الذَّاکِرُونَ اللَّهَ کَثِیراً، أَ هُمْ یَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَی الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَا، وَ لَکِنْ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّهُمْ یَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، فَیَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ کَمَا أَنْتُمْ حَتَّی تُحَاسَبُوا، فَیَقُولُونَ بِمَ نُحَاسَبُ فَوَ اللَّهِ مَا مَلَکْنَا فَنَجُودَ وَ نَعْدِلَ، وَ لَا أُفِیضَ عَلَیْنَا فَنَقْبِضَ وَ نَبْسُطَ، وَ لَکُنَّا عَبَدْنَا رَبَّنَا حَتَّی دَعَانَا فَأَجَبْنَا،
یَا اباذر! إِنَّ الدُّنْیَا مَشْغَلَةٌ لِلْقُلُوبِ وَ الْأَبْدَانِ، وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی سَائِلُنَا عَمَّا نَعَّمَنَا فِی حَلَالِهِ، فَکَیْفَ بِمَا نَعَّمَنَا فِی حَرَامِهِ،
یَا اباذر! إِنِّی قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، أَنْ یَجْعَلَ رِزْقَ مَنْ یُحِبُّنِی الْکَفَافَ، وَ أَنْ یُعْطِیَ مَنْ یُبْغِضُنِی کَثْرَةَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ،
یَا اباذر! طُوبَی لِلزَّاهِدِینَ فِی الدُّنْیَا الرَّاغِبِینَ فِی الْآخِرَةِ، الَّذِینَ اتَّخَذُوا أَرْضَ اللَّهِ بِسَاطاً، وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِیباً، وَ اتَّخَذُوا کِتَابَ اللَّهِ شِعَاراً وَ دُعَاءَهُ دِثَاراً یَقْرِضُونَ الدُّنْیَا قَرْضاً،
یَا اباذر! حَرْثُ الْآخِرَةِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ، وَ حَرْثُ الدُّنْیَا الْمَالُ وَ الْبَنُونَ
یَا اباذر! إِنَّ رَبِّی أَخْبَرَنِی، فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا أَدْرَکَ الْعَابِدُونَ دَرْکَ الْبُکَاءِ، وَ إِنِّی لَأَبْنِی لَهُمْ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی قَصْراً، لَا یُشَارِکُهُمْ فِیهِ أَحَدٌ،
قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْمُؤْمِنِینَ أَکْیَسُ، قَالَ أَکْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِکْراً وَ أَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً،
یَا اباذر! إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ الْقَلْبُ وَ اسْتَوْسَعَ، قُلْتُ فَمَا عَلَامَةُ ذَلِکَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ الْإِنَابَةُ إِلَی دَارِ الْخُلُودِ وَ التَّجَافِی عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ
یَا اباذر! اتَّقِ اللَّهَ، وَ لَا تُرِی النَّاسَ أَنَّکَ تَخْشَی اللَّهَ فَیُکْرِمُوکَ وَ قَلْبُکَ فَاجِرٌ
یَا اباذر! لِیَکُنْ لَکَ فِی کُلِّ شَیْ ءٍ نِیَّةٌ حَتَّی فِی النَّوْمِ وَ الْأَکْلِ
یَا اباذر! لِیَعْظُمْ جَلَالُ اللَّهِ فِی صَدْرِکَ، فَلَا تَذْکُرْهُ کَمَا یَذْکُرُهُ الْجَاهِلُ عِنْدَ الْکَلْبِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ، وَ عِنْدَ الْخِنْزِیرِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ،
یَا اباذر! إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِکَةً قِیَاماً مِنْ خِیفَتِهِ، مَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ حَتَّی یُنْفَخَ فِی الصُّورِ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ، فَیَقُولُونَ جَمِیعاً سُبْحَانَکَ وَ بِحَمْدِکَ، مَا عَبَدْنَاکَ کَمَا یَنْبَغِی لَکَ أَنْ تُعْبَدَ،
یَا اباذر! وَ لَوْ کَانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبْعِینَ نَبِیّاً، لَاسْتَقَلَّ عَمَلَهُ مِنْ شِدَّةِ مَا یَرَی یَوْمَئِذٍ وَ لَوْ أَنَّ دَلْواً صُبَّتْ مِنْ غِسْلِینٍ فِی مَطْلَعِ الشَّمْسِ، لَغَلَتْ مِنْهُ جَمَاجِمُ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ لَوْ زَفَرَتْ جَهَنَّمُ زَفْرَةً، لَمْ یَبْقَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ جَاثِیاً عَلَی رُکْبَتَیْهِ یَقُولُ رَبِّ نَفْسِی نَفْسِی حَتَّی یَنْسَی إِبْرَاهِیمُ إِسْحَاقَ ع، یَقُولُ یَا رَبِّ أَنَا خَلِیلُکَ إِبْرَاهِیمُ فَلَا تُنْسِنِی،
یَا اباذر! لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اطَّلَعَتْ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْیَا فِی لَیْلَةٍ ظَلْمَاءَ، لَأَضَاءَتْ لَهَا الْأَرْضُ أَفْضَلَ مِمَّا یُضِیئُهَا الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ، وَ لَوَجَدَ رِیحَ نَشْرِهَا جَمِیعُ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَ لَوْ أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ نُشِرَ الْیَوْمَ فِی الدُّنْیَا، لَصَعِقَ مَنْ یَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ مَا حَمَلَتْهُ أَبْصَارُهُمْ،
یَا اباذر! اخْفِضْ صَوْتَکَ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَ عِنْدَ الْقِتَالِ وَ عِنْدَ الْقُرْآنِ
یَا اباذر! إِذَا تَبِعْتَ جَنَازَةً، فَلْیَکُنْ عَقْلُکَ فِیهَا مَشْغُولًا بِالتَّفَکُّرِ وَ الْخُشُوعِ، وَ اعْلَمْ أَنَّکَ لَاحِقٌ بِهِ
یَا اباذر! اعْلَمْ أَنَّ کُلَّ شَیْ ءٍ إِذَا فَسَدَ فَالْمِلْحُ دَوَاؤُهُ، فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ فَلَیْسَ لَهُ دَوَاءٌ وَ اعْلَمْ أَنَّ فِیکُمْ خُلُقَیْنِ، الضَّحِکَ مِنْ غَیْرِ عَجَبٍ وَ الْکَسَلَ مِنْ غَیْرِ سَهْوٍ،
یَا اباذر! رَکْعَتَانِ مُقْتَصَدَتَانِ فِی تَفَکُّرٍ، خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ وَ الْقَلْبُ سَاهٍ
یَا اباذر! الْحَقُّ ثَقِیلٌ مُرٌّ وَ الْبَاطِلُ خَفِیفٌ حُلْوٌ، وَ رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ تُورِثُ حُزْناً طَوِیلًا،
یَا اباذر! لَا یَفْقَهُ الرَّجُلُ کُلَّ الْفِقْهِ، حَتَّی یَرَی النَّاسَ فِی جَنْبِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَمْثَالَ الْأَبَاعِرِ، ثُمَّ یَرْجِعَ إِلَی نَفْسِهِ فَیَکُونَ هُوَ أَحْقَرَ حَاقِرٍ لَهَا،
یَا اباذر! لَا تُصِیبُ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ، حَتَّی تَرَی النَّاسَ کُلَّهُمْ حَمْقَاءَ فِی دِینِهِمْ عُقَلَاءَ فِی دُنْیَاهُمْ،
یَا اباذر! حَاسِبْ نَفْسَکَ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، فَهُوَ أَهْوَنُ لِحِسَابِکَ غَداً، وَ زِنْ نَفْسَکَ قَبْلَ أَنْ تُوزَنَ، وَ تَجَهَّزْ لِلْعَرْضِ الْأَکْبَرِ یَوْمَ تُعْرَضُ لَا تَخْفَی عَلَی اللَّهِ خَافِیَةٌ،
یَا اباذر! اسْتَحْیِ مِنَ اللَّهِ، فَإِنِّی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ، لَأُظِلُّ حِینَ أَذْهَبُ إِلَی الْغَائِطِ مُتَقَنِّعاً بِثَوْبِی، أَسْتَحِی مِنَ الْمَلَکَیْنِ اللَّذَیْنِ مَعِی
یَا اباذر! أَ تُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ نَعَمْ فِدَاکَ أَبِی، قَالَ فَاقْصِرْ مِنَ الْأَمَلِ وَ اجْعَلِ الْمَوْتَ نُصْبَ عَیْنَیْکَ، وَ اسْتَحِ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَیَاءِ، قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ کُلُّنَا نَسْتَحِی مِنَ اللَّهِ، قَالَ لَیْسَ ذَلِکَ الْحَیَاءَ، وَ لَکِنَّ الْحَیَاءَ مِنَ اللَّهِ أَنْ لَا تَنْسَی الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَی، وَ الْجَوْفَ وَ مَا وَعَی وَ الرَّأْسَ وَ مَنْ حَوَی، وَ مَنْ أَرَادَ کَرَامَةَ الْآخِرَةِ فَلْیَدَعْ زِینَةَ الدُّنْیَا، فَإِذَا کُنْتَ کَذَلِکَ أَصَبْتَ وَلَایَةَ اللَّهِ،
یَا اباذر! یَکْفِی مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْبِرِّ مَا یَکْفِی الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ
یَا اباذر! مَثَلُ الَّذِی یَدْعُو بِغَیْرِ عَمَلٍ کَمَثَلِ الَّذِی یَرْمِی بِغَیْرِ وَتَرٍ
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ یُصْلِحُ بِصَلَاحِ الْعَبْدِ وُلْدَهُ وَ وُلْدَ وُلْدِهِ، وَ یَحْفَظُهُ فِی دُوَیْرَتِهِ وَ الدُّورَ حَوْلَهُ مَا دَامَ فِیهِمْ،
یَا اباذر! إِنَّ رَبَّکَ عَزَّ وَ جَلَّ یُبَاهِی الْمَلَائِکَةَ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ، رَجُلٍ فِی أَرْضٍ قَفْرٍ فَیُؤَذِّنُ ثُمَّ یُقِیمُ ثُمَّ یُصَلِّی، فَیَقُولُ رَبُّکَ لِلْمَلَائِکَةِ، انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی یُصَلِّی وَ لَا یَرَاهُ غَیْرِی، فَیَنْزِلُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَکٍ یُصَلُّونَ وَرَاءَهُ، وَ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَی الْغَدِ مِنْ ذَلِکَ الْیَوْمِ، وَ رَجُلٍ قَامَ مِنَ اللَّیْلِ فَصَلَّی وَحْدَهُ فَسَجَدَ وَ نَامَ وَ هُوَ سَاجِدٌ، فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی، رُوحُهُ عِنْدِی وَ جَسَدُهُ سَاجِدٌ، وَ رَجُلٍ فِی زَحْفٍ فَرَّ أَصْحَابُهُ وَ ثَبَتَ هُوَ وَ یُقَاتِلُ حَتَّی یُقْتَلَ،
یَا اباذر! مَا مِنْ رَجُلٍ یَجْعَلُ جَبْهَتَهُ فِی بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ، إِلَّا شَهِدَتْ لَهُ بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَا مِنْ مَنْزِلٍ یَنْزِلُهُ قَوْمٌ، إِلَّا وَ أَصْبَحَ ذَلِکَ الْمَنْزِلُ یُصَلِّی عَلَیْهِمْ أَوْ یَلْعَنُهُمْ
یَا اباذر! مَا مِنْ صَبَاحٍ وَ لَا رَوَاحٍ، إِلَّا وَ بِقَاعُ الْأَرْضِ تُنَادِی بَعْضُهَا بَعْضاً، یَا جَارُ هَلْ مَرَّ بِکِ ذَاکِرٌ لِلَّهِ تَعَالَی، أَوْ عَبْدٌ وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَیْکِ سَاجِداً لِلَّهِ، فَمِنْ قَائِلَةٍ لَا وَ مِنْ قَائِلَةٍ نَعَمْ، فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ اهْتَزَّتْ وَ انْشَرَحَتْ، وَ تَرَی أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَی جَارَتِهَا
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمَّا خَلَقَ الْأَرْضَ، وَ خَلَقَ مَا فِیهَا مِنَ الشَّجَرِ، لَمْ یَکُنْ فِی الْأَرْضِ شَجَرَةٌ یَأْتِیهَا بَنُو آدَمَ، إِلَّا أَصَابُوا مِنْهَا مَنْفَعَةً، فَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَ الشَّجَرُ کَذَلِکَ حَتَّی تَتَکَلَّمَ فَجَرَةُ بَنِی آدَمَ، بِالْکَلِمَةِ الْعَظِیمَةِ، قَوْلِهِمْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً فَلَمَّا قَالُوهَا اقْشَعَرَّتِ الْأَرْضُ وَ ذَهَبَتْ مَنْفَعَةُ الْأَشْجَارِ:
یَا اباذر! إِنَّ الْأَرْضَ لَتَبْکِی عَلَی الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً
یَا اباذر! إِذَا کَانَ الْعَبْدُ فِی أَرْضٍ قِیٍّ یَعْنِی قَفْرٍ، فَتَوَضَّأَ أَوْ تَیَمَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ صَلَّی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَلَائِکَةَ فَصَفُّوا خَلْفَهُ صَفّاً، لَا یُرَی طَرَفَاهُ یَرْکَعُونَ بِرُکُوعِهِ وَ یَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ وَ یُؤَمِّنُونَ عَلَی دُعَائِهِ
یَا اباذر! مَنْ أَقَامَ وَ لَمْ یُؤَذِّنْ لَمْ یُصَلِّ مَعَهُ إِلَّا مَلَکَاهُ اللَّذَانِ مَعَهُ،
یَا اباذر! مَا مِنْ شَابٍّ یَدَعُ لِلَّهِ الدُّنْیَا وَ لَهْوَهَا، وَ أَهْرَمَ شَبَابَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ صِدِّیقاً،
یَا اباذر! الذَّاکِرُ فِی الْغَافِلِینَ کَالْمُقَاتِلِ فِی الْفَارِّینَ
یَا اباذر! الْجَلِیسُ الصَّالِحُ خَیْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَ الْوَحْدَةُ خَیْرٌ مِنْ جَلِیسِ السَّوْءِ وَ إِمْلَاءُ الْخَیْرِ خَیْرٌ مِنَ السُّکُوتِ، وَ السُّکُوتُ خَیْرٌ مِنْ إِمْلَاءِ الشَّرِّ
یَا اباذر! لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِناً، وَ لَا یَأْکُلْ طَعَامَکَ إِلَّا تَقِیٌّ وَ لَا تَأْکُلْ طَعَامَ الْفَاسِقِینَ،
یَا اباذر! أَطْعِمْ طَعَامَکَ مَنْ تُحِبُّهُ فِی اللَّهِ، وَ کُلْ طَعَامَ مَنْ یُحِبُّکَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ لِسَانِ کُلِّ قَائِلٍ، فَلْیَتَّقِ اللَّهَ امْرُؤٌ وَ لْیَعْلَمْ مَا یَقُولُ
یَا اباذر! اتْرُکْ فُضُولَ الْکَلَامِ، وَ حَسْبُکَ مِنَ الْکَلَامِ مَا تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَکَ،
یَا اباذر! کَفَی بِالْمَرْءِ کَذِباً أَنْ یُحَدِّثَ بِکُلِّ مَا یَسْمَعُ
یَا اباذر! مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَقَّ بِطُولِ السِّجْنِ مِنَ اللِّسَانِ،
یَا اباذر! إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَعَالَی إِکْرَامَ ذِی الشَّیْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَ إِکْرَامَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ الْعَامِلِینَ وَ إِکْرَامَ السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ
یَا اباذر! مَا عَمِلَ مَنْ لَمْ یَحْفَظْ لِسَانَهُ
یَا اباذر! لَا تَکُنْ عَیَّاباً وَ لَا مَدَّاحاً وَ لَا طَعَّاناً وَ لَا مُمَارِیاً،
یَا اباذر! لَا یَزَالُ الْعَبْدُ یَزْدَادُ مِنَ اللَّهِ بُعْداً مَا سَاءَ خُلُقُهُ
یَا اباذر! الْکَلِمَةُ الطَّیِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَ کُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَی الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ،
یَا اباذر! مَنْ أَجَابَ دَاعِیَ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ عِمَارَةَ مَسَاجِدِ اللَّهِ، کَانَ ثَوَابُهُ مِنَ اللَّهِ الْجَنَّةَ،
فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ کَیْفَ تُعْمَرُ مَسَاجِدُ اللَّهِ، قَالَ لَا تُرْفَعُ فِیهَا الْأَصْوَاتُ وَ لَا یُخَاضُ فِیهَا بِالْبَاطِلِ، وَ لَا یشتر [یُشْتَرَی فِیهَا وَ لَا یُبَاعُ وَ اتْرُکِ اللَّغْوَ مَا دُمْتَ فِیهَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَا تَلُومَنَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا نَفْسَکَ،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعْطِیکَ مَا دُمْتَ جَالِساً فِی الْمَسْجِدِ، بِکُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ دَرَجَةً فِی الْجَنَّةِ وَ تُصَلِّی عَلَیْکَ الْمَلَائِکَةُ، وَ تُکْتَبُ لَکَ بِکُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ فِیهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَ تُمْحَی عَنْکَ عَشْرُ سَیِّئَاتٍ،
یَا اباذر! أَ تَعْلَمُ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ، اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ قُلْتُ لَا أَدْرِی فِدَاکَ أَبِی وَ أُمِّی، قَالَ فِی انْتِظَارِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الصَّلَاةِ
یَا اباذر! إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی الْمَکَارِهِ مِنَ الْکَفَّارَاتِ، وَ کَثْرَةُ الِاخْتِلَافِ إِلَی الْمَسَاجِدِ فَذَلِکُمُ الرِّبَاطُ،
یَا اباذر! یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی، إِنَّ أَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَیَّ الْمُتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِی الْمُتَعَلِّقَةُ قُلُوبُهُمْ بِالْمَسَاجِدِ وَ الْمُسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ، أُولَئِکَ إِذَا أَرَدْتُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ عُقُوبَةً، ذَکَرْتُهُمْ فَصَرَفْتُ الْعُقُوبَةَ عَنْهُمْ
یَا اباذر! کُلُّ جُلُوسٍ فِی الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إِلَّا ثَلَاثَةً، قِرَاءَةُ مُصَلٍّ أَوْ ذِکْرُ اللَّهِ أَوْ سَائِلٌ عَنْ عِلْمٍ،
یَا اباذر! کُنْ بِالْعَمَلِ بِالتَّقْوَی أَشَدَّ اهْتِمَاماً مِنْکَ بِالْعَمَلِ، فَإِنَّهُ لَا یَقِلُّ عَمَلٌ بِالتَّقْوَی وَ کَیْفَ یَقِلُّ عَمَلٌ یَتَقَبَّلُ، یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ،
یَا اباذر! لَا یَکُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِینَ، حَتَّی یُحَاسِبَ نَفْسَهُ، أَشَدَّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّرِیکِ شَرِیکَهُ، فَیَعْلَمَ مِنْ أَیْنَ مَطْعَمُهُ وَ مِنْ أَیْنَ مَشْرَبُهُ وَ مِنْ أَیْنَ مَلْبَسُهُ، أَ مِنْ حِلٍّ ذَلِکَ أَمْ مِنْ حَرَامٍ،
یَا اباذر! مَنْ لَمْ یُبَالِ مِنْ أَیْنَ اکْتَسَبَ الْمَالَ، لَمْ یُبَالِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَیْنَ أَدْخَلَهُ النَّارَ
یَا اباذر! مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَکُونَ أَکْرَمَ النَّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ،
یَا اباذر! إِنَّ أَحَبَّکُمْ إِلَی اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَکْثَرُکُمْ ذِکْراً لَهُ، وَ أَکْرَمُکُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَتْقَاکُمْ لَهُ، وَ أَنْجَاکُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدُّکُمْ لَهُ خَوْفاً،
یَا اباذر! إِنَّ الْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یَتَّقُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الشَّیْ ءِ، الَّذِی لَا یُتَّقَی مِنْهُ خَوْفاً مِنَ الدُّخُولِ فِی الشُّبْهَةِ
یَا اباذر! مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ ذَکَرَ اللَّهَ، وَ إِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ لِلْقُرْآنِ،
یَا اباذر! أَصْلُ الدِّینِ الْوَرَعُ وَ رَأْسُهُ الطَّاعَةُ
یَا اباذر! کُنْ وَرِعاً تَکُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَ خَیْرُ دِینِکُمُ الْوَرَعُ
یَا اباذر! فَضْلُ الْعِلْمِ خَیْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَ اعْلَمْ أَنَّکُمْ لَوْ صَلَّیْتُمْ حَتَّی تَکُونُوا کَالْحَنَایَا، وَ صُمْتُمْ حَتَّی تَکُونُوا کَالْأَوْتَارِ مَا یَنْفَعُکُمْ ذَلِکَ إِلَّا بِوَرَعٍ
یَا اباذر! إِنَّ أَهْلَ الْوَرَعِ وَ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ حَقّاً،
یَا اباذر! مَنْ لَمْ یَأْتِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِثَلَاثٍ فَقَدْ خَسِرَ، قُلْتُ وَ مَا الثَّلَاثُ فِدَاکَ أَبِی وَ أُمِّی، قَالَ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ، وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ السَّفِیهِ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ،
یَا اباذر! إِنْ سَرَّکَ أَنْ تَکُونَ أَقْوَی النَّاسِ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ، وَ إِنْ سَرَّکَ أَنْ تَکُونَ أَکْرَمَ النَّاسِ فَاتَّقِ اللَّهَ، وَ إِنْ سَرَّکَ أَنْ تَکُونَ أَغْنَی النَّاسِ، فَکُنْ بِمَا فِی یَدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْکَ بِمَا فِی یَدَیْکَ،
یَا اباذر! لَوْ أَنَّ النَّاسَ کُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَذِهِ الْآیَةِ لَکَفَتْهُمْ، وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ، وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ،
یَا اباذر! یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یُؤْثِرُ عَبْدِیَ هَوَایَ عَلَی هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِی نَفْسِهِ وَ هُمُومَهُ فِی آخِرَتِهِ، وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ کَفَفْتُ عَلَیْهِ ضَیْعَتَهُ، وَ کُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ کُلِّ تَاجِرٍ،
یَا اباذر! لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ کَمَا یَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَدْرَکَهُ رِزْقُهُ کَمَا یُدْرِکُهُ الْمَوْتُ
یَا اباذر! أَ لَا أُعَلِّمُکَ کَلِمَاتٍ یَنْفَعُکَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ، قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ احْفَظِ اللَّهَ یَحْفَظْکَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَکَ، تَعَرَّفْ إِلَی اللَّهِ فِی الرَّخَاءِ یَعْرِفْکَ فِی الشِّدَّةِ، وَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فَقَدْ جَرَی الْقَلَمُ بِمَا هُوَ کَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ کُلَّهُمْ جَهَدُوا أَنْ یَنْفَعُوکَ بِشَیْ ءٍ لَمْ یُکْتَبْ لَکَ، مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ، وَ لَوْ جَهَدُوا أَنْ یَضُرُّوکَ بِشَیْ ءٍ لَمْ یَکْتُبْهُ اللَّهُ عَلَیْکَ، مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالرِّضَا فِی الْیَقِینِ فَافْعَلْ، وَ إِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِی الصَّبْرِ عَلَی مَا تَکْرَهُ خَیْراً کَثِیراً، وَ إِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَ الْفَرَجَ مَعَ الْکَرْبِ، وَ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً،
یَا اباذر! اسْتَغْنِ بِغِنَی اللَّهِ یُغْنِکَ اللَّهُ، فَقُلْتُ وَ مَا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ غَدَاءَةُ یَوْمٍ وَ عَشَاءَةُ لَیْلٍَ، فَمَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ أَغْنَی النَّاسِ،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ، إِنِّی لَسْتُ کَلَامَ الْحَکِیمِ أَتَقَبَّلُ وَ لَکِنْ هَمَّهُ وَ هَوَاهُ، فَإِنْ کَانَ هَمُّهُ وَ هَوَاهُ فِیمَا أُحِبُّ وَ أَرْضَی، جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْداً لِی وَ ذِکْراً وَ وَقَاراً وَ إِنْ لَمْ یَتَکَلَّمْ،
یَا اباذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَا یَنْظُرُ إِلَی صُوَرِکُمْ، وَ لَا إِلَی أَمْوَالِکُمْ وَ لَکِنْ یَنْظُرُ إِلَی قُلُوبِکُمْ وَ أَعْمَالِکُمْ
یَا اباذر! التَّقْوَی هَاهُنَا التَّقْوَی هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَی صَدْرِهِ،
یَا اباذر! أَرْبَعٌ لَا یُصِیبُهُنَّ إِلَّا مُؤْمِنٌ، الصَّمْتُ وَ هُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ وَ التَّوَاضُعُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ، وَ ذِکْرُ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی کُلِّ حَالٍ، وَ قِلَّةُ الشَّیْ ءِ یَعْنِی قِلَّةَ الْمَالِ
یَا اباذر! هُمَّ بِالْحَسَنَةِ وَ إِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِکَیْلَا تُکْتَبَ مِنَ الْغَافِلِینَ
یَا اباذر! مَنْ مَلَکَ مَا بَیْنَ فَخِذَیْهِ وَ بَیْنَ لَحْیَیْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ،
قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنُؤْخَذُ بِمَا یَنْطِقُ بِهِ أَلْسِنَتُنَا،
قَالَ: یَا اباذر! وَ هَلْ یَکُبُّ النَّاسَ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ، إِنَّکَ لَا تَزَالُ سَالِماً مَا سَکَتَّ، فَإِذَا تَکَلَّمْتَ کُتِبَ لَکَ أَوْ عَلَیْکَ،
یَا اباذر! إِنَّ الرَّجُلَ یَتَکَلَّمُ بِالْکَلِمَةِ فِی الْمَجْلِسِ لِیُضْحِکَهُمْ بِهَا، فَیَهْوِی فِی جَهَنَّمَ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ
یَا اباذر! وَیْلٌ لِلَّذِی یُحَدِّثُ فَیَکْذِبُ لِیُضْحِکَ بِهِ الْقَوْمَ، وَیْلٌ لَهُ وَیْلٌ لَهُ وَیْلٌ لَهُ
یَا اباذر! مَنْ صَمَتَ نَجَا فَعَلَیْکَ بِالصِّدْقِ وَ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ فِیکَ کَذِبَةٌ أَبَداً،
قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَوْبَةُ الرَّجُلِ الَّذِی یَکْذِبُ مُتَعَمِّداً،
فَقَالَ: الِاسْتِغْفَارُ وَ صَلَوَاتُ الْخَمْسِ تَغْسِلُ ذَلِکَ،
یَا اباذر! إِیَّاکَ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّ الْغِیبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا، قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِمَ ذَاکَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی، قَالَ لِأَنَّ الرَّجُلَ یَزْنِی فَیَتُوبُ إِلَی اللَّهِ فَیَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ، وَ الْغِیبَةُ لَا تُغْفَرُ حَتَّی یَغْفِرَهَا صَاحِبُهَا،
یَا اباذر! سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ کُفْرٌ، وَ أَکْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ کَحُرْمَةِ دَمِهِ، قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْغِیبَةُ؟
قَالَ: ذِکْرُکَ أَخَاکَ بِمَا یَکْرَهُ،
قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ کَانَ فِیهِ ذَاکَ الَّذِی یُذْکَرُ بِهِ.
قَالَ: اعْلَمْ أَنَّکَ إِذَا ذَکَرْتَهُ بِمَا هُوَ فِیهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَ إِذَا ذَکَرْتَهُ بِمَا لَیْسَ فِیهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ،
یَا اباذر! مَنْ ذَبَّ عَنْ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ الْغِیبَةَ، کَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ
یَا اباذر! مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ نَصْرَهُ فَنَصَرَهُ، نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ، فَإِنْ خَذَلَهُ وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ نَصْرَهُ خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ،
یَا اباذر! لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ، قُلْتُ وَ مَا الْقَتَّاتُ قَالَ النَّمَّامُ
یَا اباذر! صَاحِبُ النَّمِیمَةِ لَا یَسْتَرِیحُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْآخِرَةِ
یَا اباذر! مَنْ کَانَ ذَا وَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ فِی الدُّنْیَا، فَهُوَ ذُو لِسَانَیْنِ فِی النَّارِ،
یَا اباذر! الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ وَ إِفْشَاءُ سِرِّ أَخِیکَ خِیَانَةٌ، فَاجْتَنِبْ ذَلِکَ وَ اجْتَنِبْ مَجْلِسَ الْعَشِیرَةِ،
یَا اباذر! تُعْرَضُ أَعْمَالُ أَهْلِ الدُّنْیَا عَلَی اللَّهِ، مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ فِی یَوْمَیْنِ الْإِثْنَیْنِ وَ الْخَمِیسِ، فَیَغْفِرُ لِکُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْداً کَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَخِیهِ شَحْنَاءُ فَقَالَ اتْرُکُوا عَمَلَ هَذَیْنِ حَتَّی یَصْطَلِحَا
یَا اباذر! إِیَّاکَ وَ هِجْرَانَ أَخِیکَ فَإِنَّ الْعَمَلَ لَا یُتَقَبَّلُ مِنَ الْهِجْرَانِ
یَا اباذر! أَنْهَاکَ عَنِ الْهِجْرَانِ، وَ إِنْ کُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلَا تَهْجُرْهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ کَمَلًا، فَمَنْ مَاتَ فِیهَا مُهَاجِراً لِأَخِیهِ کَانَتِ النَّارُ أَوْلَی بِهِ،
یَا اباذر! مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِیَاماً، فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، یَا اباذر! مَنْ مَاتَ وَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ کِبْرٍ، لَمْ یَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ قَبْلَ ذَلِکَ، فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَیُعْجِبُنِی الْجَمَالُ، حَتَّی وَدِدْتُ أَنَّ عِلَاقَةَ سَوْطِی وَ قِبَالَ نَعْلِی حَسَنٌ، فَهَلْ یُرْهَبُ عَلَی ذَلِکَ، قَالَ کَیْفَ تَجِدُ قَلْبَکَ قَالَ أَجِدُهُ عَارِفاً لِلْحَقِّ مُطْمَئِنّاً إِلَیْهِ، قَالَ لَیْسَ ذَلِکَ بِالْکِبْرِ، وَ لَکِنَّ الْکِبْرَ أَنْ تَتْرُکَ الْحَقَّ وَ تَتَجَاوَزَهُ إِلَی غَیْرِهِ، وَ تَنْظُرَ إِلَی النَّاسِ وَ لَا تَرَی أَنَّ أَحَداً عِرْضُهُ کَعِرْضِکَ وَ لَا دَمُهُ کَدَمِکَ،
یَا اباذر! أَکْثَرُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ الْمُسْتَکْبِرُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ وَ هَلْ یَنْجُو مِنَ الْکِبْرِ أَحَدٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ نَعَمْ مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ وَ رَکِبَ الْحِمَارَ، وَ حَلَبَ الْعَنْزَ وَ جَالَسَ الْمَسَاکِینَ
یَا اباذر! مَنْ حَمَلَ بِضَاعَتَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْکِبْرِ، یَعْنِی مَا یَشْتَرِی مِنَ السُّوقِ
یَا اباذر! مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُیَلَاءَ، لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا اباذر! إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَی أَنْصَافِ سَاقَیْهِ، وَ لَا جُنَاحَ عَلَیْهِ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ کَعْبَیْهِ،
یَا اباذر! مَنْ رَفَعَ ذَیْلَهُ وَ خَصَفَ نَعْلَهُ وَ عَفَّرَ وَجْهَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْکِبْرِ
یَا اباذر! مَنْ کَانَ لَهُ قَمِیصَانِ فَلْیَلْبَسْ أَحَدَهُمَا وَ لْیُلْبِسِ الْآخَرَ أَخَاهُ
یَا اباذر! سَیَکُونُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِی یُولَدُونَ فِی النَّعِیمِ وَ یُغَذَّوْنَ بِهِ، هِمَّتُهُمْ أَلْوَانُ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ یُمْدَحُونَ بِالْقَوْلِ، أُولَئِکَ شِرَارُ أُمَّتِی
یَا اباذر! مَنْ تَرَکَ لُبْسَ الْجَمَالِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ تَوَاضُعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَقَدْ کَسَاهُ حُلَّةَ الْکَرَامَةِ،
یَا اباذر! طُوبَی لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ تَعَالَی فِی غَیْرِ مَنْقَصَةٍ، وَ أَذَلَّ نَفْسَهُ فِی غَیْرِ مَسْکَنَةٍ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ، وَ رَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْکَنَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِکْمَةِ طُوبَی لِمَنْ صَلَحَتْ سَرِیرَتُهُ، وَ حَسُنَتْ عَلَانِیَتُهُ وَ عَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، طُوبَی لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَ أَمْسَکَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ،
یَا اباذر! الْبَسِ الْخَشِنَ مِنَ اللِّبَاسِ، وَ الصَّفِیقَ مِنَ الثِّیَابِ لِئَلَّا یَجِدَ الْفَخْرُ فِیکَ مَسْلَکاً
یَا اباذر! یَکُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ یَلْبَسُونَ الصُّوفَ فِی صَیْفِهِمْ وَ شِتَائِهِمْ، یَرَوْنَ أَنَّ لَهُمُ الْفَضْلَ بِذَلِکَ عَلَی غَیْرِهِمْ، أُولَئِکَ تَلْعَنُهُمْ مَلَائِکَةُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ،
یَا اباذر! أَ لَا أُخْبِرُکَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ کُلُّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِی طِمْرَیْنِ لَا یُؤْبَهُ بِهِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَی اللَّهِ لَأَبَرَّهُ.
استاد آیت اللہ مصباح یزدی برای دین محمد وبرای انقلاب اسلامی خیلی زحمت کشیدہ
رحمت و رضوان خدا بر ایشان